تزامناً مع احتفال منظمة اليونيسكو السنوي باللغة العربية، احتفى مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) باليوم العالمي للغة العربية أمس (السبت)، بحضور 9 آلاف زائر قدموا لاكتشاف كنوز العربية، والتعرف على فن المقامات؛ وتعزيز مواهب وقدرات الأطفال في القراءة، وصولًا إلى حضور ندوة «مقامات الحريري» التي قدّمها الروائي المصري محمد المنسي قنديل، وندوة أخرى بعنوان «مقامات بديع الزمان الهمذاني» قدّمها الأديب السعودي عدي الحربش.
وأوضح الدكتور عدي الحربش، بأن اللغة العربية هي عنوان هويتنا وهي الرابط لتراثنا الأصيل، فاستغلالنا لمناسبات مثل اليوم العالمي للغة العربية هو توجه رائع يحسب لكل المرافق الحكومية بما في ذلك مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وذلك لتذكير الشباب بأهمية اللغة والفخر بهذه اللغة الرائعة.
ويرى أن اختيار المقامات لتكون الموضوع الرئيسي لفعاليات هذا العام في المركز هو اختيار رائع جدا، كونها من أكثر الأشكال النثرية التي تحاول أن تطوع اللغة العربية بأساليب مختلفة، تقارب أن تكون ألعابا بهلوانية للوصول إلى أكبر قدر من التعبير وهذا ما لا نستطيع فعلها في لغات أخرى، وأن المقامات هي فن يظهر اللغة في أبرع حالاتها.
وأشار مدير البرامج في مركز «إثراء» الدكتور أشرف فقيه، إلى أن المركز وضع بصمته وساهم في تعزيز الهوية والانتماء للغة العربية لآلاف الزوار عبر مجموعة كبيرة من الفعاليات الموجهة لكافة الأعمار من الأطفال إلى الكبار، وتم التركيز على فن المقامات كموضوع رئيسي لبرنامج هذا العام، كونها الفن النثري الذي ازدهر منذ مئات السنين في أنحاء الدولة العربية الإسلامية، حيث تعد المؤسِّسة لما تطور لاحقا وما نعرفه من فن القصة والرواية، بل وحتى فن القصص المصورة، كون المقامات التي خطت اقترنت بالكثير من الرسومات لفنانين صوروها كالواسطي وسواه.
من جانبه أوضح مدير مركز «إثراء» عبد الله الراشد، أنه وبالرغم من أن للمركز العديد من البرامج والفعاليات المتعددة المجالات، إلا أن اللغة العربية هي إحدى المحاور الأساسية التي يوليها المركز اهتماما خاصا ويكرس لها العديد من البرامج الكبرى، وذلك إلى جانب الاستدامة البيئية وعلاقتنا بالتقنية وتأثيرها علينا. وبيَن أن السبب وراء هذا الاهتمام هو أن كلا من الثقافة والإبداع هما من أدوات التشكيل والحفاظ على الفكر والهوية.